أكد شوريون ومختصون أنه من حق المملكة العربية السعودية أن تحمي حدودها وأن تتصدى لكل محاولات تهديد أمنها واستقرارها، مشيرين إلى أن مكانة المملكة بصفتها حاضنة للحرمين الشريفين يتحتم عليها أن تدافع عن مقدساتها وأن لا تنتظر العدوان حتى يصل إلى عقر دارها وأن ماتقوم به المملكة من حماية للمقدسات الاسلامية ومواقفها المشرفة مع القضايا العربية والاسلامية وسعيها المستمر في تحقيق الأمن والسلم العالميين يأتي موافقاً لنصوص الشريعة الإسلامية ووفق القانون الدولي التي تنص على نصرة المظلوم والدفاع عنه ومحاربة الارهاب حيث يقول الدكتور عبدالله السعدان يجب على الناس تقدير ما تقوم به قيادة المملكة في حماية الدين والمقدسات ومواقفها المشرفة في قضايا الأمة العربية والإسلامية ومشاركتها في منظومة تحقيق الأمن والسلم العالميين من خلال نصوص الشريعة الإسلامية وقواعد القانون الدولي المحققة للعدالة والتي تنص على حق الدفاع ونصرة المظلوم ومنع الظلم ومحاربة الإرهاب والفرق الضالة وتحقيق الاستقرار للشعوب والأوطان ملمحاً إلى البعد المتمثل في حماية المقدسات من كل خطر يحيط بها مهما كان نوعه ومصدره وحجمه ومكانه ولافتاً النظر إلى ان المسلمين كافة يقدرون للمملكة ما تقوم به لحماية
الحوثيون مخلب تستخدمه أطراف داخلية وخارجية لجعل اليمن ساحة لمقاصدهم ومؤامرتهم الشريرة
المقدسات ويثقون في قدرتها على حماية مقدساتهم بكل ما تملك طاعة لله وتحقيقاً لثقة المسلمين فيها كما أكد السعدان أن ثقة المسلمين لم تأت من فراغ بل من مواقف وأعمال عودهم ولاة الأمر في المملكة على القيام بها في هذا الشأن وفي منعطفات تاريخية سطرها التاريخ في صفحات مشرقة شهدت بالحكمة وبعد النظر والعدالة ومحبة الخير وأهله وكره الشر وأهله لدى ولاة أمرنا.
من جهته يوضح الدكتور عبدالرحمن احمد هيجان عضو مجلس الشورى أن حكومة المملكة تفاعلت ودول الخليج مع توجه حكومة اليمن الشرعية ودعواتها لمساعدتها على حل الأزمة في اليمن. من هذا المنطلق بادرت حكومة المملكة ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بالدعوة لأطراف الحوار في اليمن للاجتماع في الرياض وتدارس أوضاعهم للخروج بالحلول التي تضمن لبلدهم أمنه واستقراره والمحافظة على مقدراته البشرية والمادية. وقد قابل الحوثيون هذه الدعوة بكل استهتار، بل كان تفسيرهم لها تفسيراً خاطئاً حيث اعتقدوا أنَّ دعوة المملكة العربية السعودية ومعها دول الخليج لأطراف النزاع في اليمن إنَّما يأتي من ضعف وقد كان هذا التفسير مجانباً للصواب بالكلية. حتى أغراهم سوء تقديرهم للأمور بالزحف على جنوب اليمن حيث يُقيم الرئيس اليمني الشرعي عبد ربه منصور هادي فاحتلوا القواعد العسكرية والمطارات ومعها يُواصلون دعواتهم الاستفزازية بزعزعة أمن واستقرار جيرانهم وبالتحديد المملكة العربية السعودية. حيث كشفت الأحداث أنَّ الحوثيين ليسوا إلَّا مجرد واجهة بل مخلب تستخدمه أطراف داخلية وخارجية في اليمن. بل إنَّهم واصلوا دعوات الحرب والاستفزاز لجيرانهم وبخاصة المملكة العربية السعودية وذلك من خلال الدعوات الصريحة بأنَّ محطاتهم القادمة في التخريب وزعزعة الأمن هي المملكة العربية السعودية. أمام هذا الموقف المتأزم وسقوط كل الدعوات والمبادرات السلمية من حكومة المملكة العربية السعودية وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يقول الدكتور عبدالرحمن بن هيجان كان لابدَّ أن تتخد المملكة العربية السعودية موقفاً حازماً من رؤوس الفتنة في اليمن وأعوانهم من الداخل والخارج الذين يمدونهم في الغي مما دفع حكومة المملكة العربية السعودية ومعها دول الخليج العربية الكويت وقطر والبحرين والإمارات إلى لَجْم تجاوزات الحوثيين ومن خلفهم من الرؤوس اليمنية أو الإيرانية المتطرفة ببدأ عاصفة الحزم التي انطلقت الساعة الثانية عشرة من منتصف ليلة الأربعاء التي وجه ببدء عملياتها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله. وقد أعلن الشعب السعودي وقوفه الكامل مع قيادته في إعلان عاصفة الحزم حيث أظهر المواطنون السعوديون رجالاً ونساءً أنهم جاهزون لأي دعوة من قيادتهم الرشيدة الحازمة الممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- وذلك لرد أي اعتداء على هذا الوطن ومقدساته ومقدراته. لقد أخطأ الحوثيون ومن ورائهم في اليمن أو أولئك الذين يمدونهم في الغي ممثلين بحكومة إيران حينما اعتقدوا أنَّ بإمكانهم أنْ يجعلوا من اليمن ساحة لمقاصدهم ومؤامرتهم الشريرة وأن يحلموا بأنهم سوف يصدِّرون مؤامراتهم وأهوائهم وأمراضهم النفسية والتخريبية إلى جيرانهم. إنَّهم اليوم وفي ظل بواكير عمليات عاصفة الحزم يُدركون حينما لا يغني الإدراك بأنَّهم قد أوقعوا شعباً كاملاً وهو اليمن وليس أنفسهم فقط في أتون حرب وفوضى لا قبل لهم بها. إنَّ عمليات عاصفة الحزم سوف تتواصل حتى تحقق أهدافها وسيعلم الذين أخطأوا في حساباتهم مع المملكة العربية السعودية وجيرانهم أي منقلب ينقلبون. بل إنَّهم سوف يدركون كم هو الوهم الذي استندوا عليه في طغيانهم في اليمن وأنَّه لن يُجديهم نفعاً نصيرهم المتطرف الحاقد من داخل اليمن أو خارجه. كما يذكر الدكتور احمد الزيلعي عضو مجلس الشورى أن التاريخ الحديث والمعاصر شهد أحداث كثيرة وقلاقل وحروب فرضت على المملكة التدخل احياناً لحماية حدودها وأرضها منذ عهد المؤسس رحمه الله وتعاملت معها المملكة بحكمة وبشيء من ضبط النفس، ان ما يجري باليمن خطير وخطير جداً وما نسمعه من تهديدات للمملكة وتربص بها واستعداء قوة خارجية عليها كل ذلك جلب عليها غضبة الحليم وكما قيل اتقوا غضبة الحليم ولا يخامرني شك ان الحليم سيكون اكثر حلما لو جنح الى السلم واستجابوا لنداء العقل وغلبوا دعوة الحوار.