إذا ما قدر لك أن تقرأ من هذا الكتاب، فإن أول ما ينبغي أن أشير إليه بالنسبة لك هو أنه ليس بالضرورة أن تتفق مع ما جاء في ثناياه سواء أكان ذلك بالنسبة للكتاب كله أو لبعض أجزاءه خاصة إذا ما كانت لديك خلفية عن التخطيط بشكل عام أو التخطيط الاستراتيجي بشكل خاص. ولكي تكون على يقين من موقفك من منهجية هذا الكتاب فإنه من الأفضل أن تقرأ كتبًا أخرى في مجال التخطيط الإستراتيجي لتسهل عليك عملية المقارنة ومن ثم الخروج بتصورك الشخصي عن عملية إعداد الخطط الإستراتيجية. إنه ليس من المهم بالنسبة لي في هذا الكتاب – أو في غيره من كتب التخطيط الإستراتيجي- أن تتفق أو تختلف مع ما جاء في ثناياه من مراحل وعمليات بل المهم أ ن تكون لديك منهجيتك التي تستطيع تكوينها من قراءتك عن إعداد الخطط الإستراتيجية. هذا التنويه السابق يلازمه تنويه آخر يجب التأكيد عليه هنا وهو أنه ليس من السهولة بمكان لكثير من الأشخاص المهتمين بالتخطيط الإستراتيجي أن يكونوا مناهجهم المستقلة بإعداد الخطة الإستراتيجية وبخاصة إذا ما كانوا في المراحل الأولى من تعلم المعارف والمهارات الخاصة بالتخطيط الإستراتيجي؛ لذلك فإن البديل لتجاوز هذا الموقف بالنسبة لغير المتمرسين في مجال التخطيط الإستراتيجي هو تبني أحد مناهج التخطيط الإستراتيجي التي تعرض لها كتب التخطيط الإستراتيجي. من ناحية أخرى يجب أن ننبه هنا أنه حتى في حالة نبنيك لأحد مناهج التخطيط الإستراتيجي فإن ذلك يتطلب منك المرونة الذهنية والعلمية في الاستفادة من المناهج الأخرى في العمل بالمنهج الذي قررت تبنيه وهو ما سوف يساعدك لاحقًا على اتخاذ القرار فيما يتعلق بالاستمرار في تبني هذا المنهج في إعداد خططك الإستراتيجية أو أن يكون لديك منهجك الخاص بذلك.

وأخيرًا فإنني على يقين بأن المفتاح الحقيقي للنجاح في إعداد الخطط الإستراتيجية – بعد التوكل على الله- هو الشخص ذاته الذ يؤمن بقدراته ولديه الرغبة في التعلم والعمل والاستفادة من خبرات وتجارب الآخرين وتحمل مسؤولية نتائج أعماله بما يضمن له تراكم المعارف والمهارات التي تقوده إلى الاحتراف في مجال إعداد الخطط الإستراتيجية.