هذا الكتاب موضوع ضغوط العمل الذي أصبح من الموضوعات الشائعة ليس فقط في مجال البحوث العلمية والمجالات التدريبية ولكن على المستوى العام، فقد أصبح مفهوم ضغوط العمل مجالًا للعديد من المحادثات اليومية بين الأفراد في اجتماعاتهم الخاصة أو في أعمالهم، كما أنه صار مادة جيدة بالنسبة لوسائل الإعلام المختلفة، المقروءة منها والمسموعة والمرئية. إن الأسباب الرئيسة التي أدت إلى شيوع موضوع ضغوط العمل، تعود في مجملها بالدرجة الأولى إلى وعي المتخصصين في مجال علم النفس والتنظيم الإداري بما يترتب على هذه الضغوط من نتائج سلبية على الفرد والمنظمة على حد سواء تعوق الطرفين عن تحقيق الأهداف المرجوة منهما. فضلًا عن ذلك، فإن ضغوط العمل قد أصبحت إحدى القضايا التي تتعامل معها المحاكم وبخاصة في المجتمعات الغربية، حيث يترتب عليها تعويضات نقدية بالغة تثقل كاهل المنظمة، أو قد يترتب عليها طرد الموظف أو العامل من عمله إذا ما خسر الدعوى وهو من الأسباب التي تتضاعف أيضًا من زيادة حدة الضغوط.
لقد تم تقسيم مادة الكتاب إلى أربعة أجزاء رئيسة تضمنت عشرة فصول وخاتمة، على النحو التالي: الجزء الأول: بعنوان “الإطار النظري لدراسة ضغوط العمل”. والجزء الثاني: مصادر ضغوط العمل. والجزء الثالث: تم تخصيصه لمناقشة وعرض النتائج المترتبة على ضغوط العمل. والجزء الرابع: تم تخصيصه لمناقشة إدارة ضغوط العمل.